تدين إفدي الدولية لحقوق الإنسان بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج وسط مدينة غزة، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين. إن هذه الجريمة البشعة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتعد جريمة تؤكد نية الحكومة الاسرائيلية في ارتكاب جريمة الابادة الجماعية مما يستوجب المحاسبة الفورية عليها.
إن استهداف المدنيين العزل، بمن فيهم النازحين الذين كانوا يؤدون صلاة الفجر، يعكس وحشية الجيش الاسرائيلي وعدم احترامه لأبسط معايير الإنسانية المعتمدة في الحروب والنزاعات وفق ما تقتضيه الأعراف والقانون الدولي الإنساني.
ونحن إذ نجدد شجبنا لهذه الجريمة المروعة نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
ولقد شهدت الأسابيع الأخيرة تكرارًا مروعًا لاستهداف النازحين في مختلف المدارس ومراكز الإيواء في غزة. ففي 8 أغسطس، استشهد 15 فلسطينياً وأصيب العشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية لمدرستي الزهراء وعبد الفتاح حمود في حي التفاح. وفي 4 أغسطس، استشهد 30 فلسطينياً وأصيب العشرات، 80% منهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر. وفي 3 أغسطس، استشهد 16 فلسطينياً وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان.
إن هذا الكم من الجرائم يعكس السياسة الممنهجة لاستهداف النازحين في غزة وتعمد إركاب جريمتي الابادة والتطهير في انتهاك صارخ لقرارات العدل الدولية المتتالية ولقرار مجلس الأمن القاضي بوقف فوري لإطلاق النار، وللقانون الدولي الإنساني .
وتطالب منظمة إفدي الدولية المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المتضررين وفتح المعابر .
كما ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى توحيد الجهود للضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ إجراءات حازمة ضد الاحتلال والانفتاح على القضاء الدولي عبر رفع الدعاوى وتقديم شكايات متعددة في الدول الأوربية المتواجدة فيها .
منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان
قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
10/08/2024