في ظل التصعيد الخطير الذي تعرفه الحرب في اليمن اليوم، ليس لنا الا أن نندد بشدة بالغارة الجوية للتحالف العربي بقيادة المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة على العاصمة اليمنية صنعاء، والتي أودت بحياة أكثر من ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال، وإصابة العشرات، وتدميرالعديد من المنازل. وإننا في منظمة افدي الدولية نعتبر أن طائرات التحالف تعمدت إستهداف المدنيين، عندما قصفت حي الرباط المُكتظ بالسكان.
هذا القصف هو انتهاك لكل الأعراف والقوانين الدولية ويرقى إلى جريمة حرب تستوجب المتابعة والمحاسبة من قبل مؤسسات الأمم المتحدة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية. كما نستغرب استمرار الصمت الدولي الرسمي أمام كل هذا الإجرام، وإحجامه عن تحريك أية آلية للمسائلة رغم الإصرار الخطير من قبل دول التحالف العربي في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني الذي يقدم حماية خاصة للمدنيين وللمنشآت المدنية، وذلك وفق ما نصت عليه كل اتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949 وما أكدت عليه لاحقا البروتوكولات المكملة لها لسنة 1977.
وإننا إذ نحمل مسؤولية هذه الجرائم لدول التحالف، نشير إلى أن بعض الدول الغربية قد تكون شريكة في هذه الجرائم عندما توقع صفقات السلاح معها. لهذا الغرض نجدد نداءنا للدول الأوربية بتجميد كل الصفقات والاتفاقات العسكرية التي تربطها بالعربية السعودية والإمارات المتحدة، وذلك تجنبا لمزيد من ازهاق الأرواح وحماية للإنسانية في اليمن.
وندعو مجلس الأمن الى اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف هذا النزيف البشري في اليمن، وترتيب المحاسبة على كل من ثبت تورطه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب سواء من طرف دول التحالف أو جماعة الحوثي.
قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا
منظمة إفدي الدولية
16 ماي 2019