في ظل التصعيد العسكري المتزايد من قبل الجيش الإسرائيلي، تتعرض مناطق الجنوب اللبناني والبقاع لسلسلة من الهجمات العسكرية المكثفة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ولقد استهدفت مئات الغارات في أكثر من 117 مدينة وبلدة بشكل مباشر مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين بما فيهم أطفال في جنوب لبنان وفي مناطق متفرقة من البقاع، خلفت وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية أزيد من 558 قتيلا و1835 جريحا، بينهم نساء وأطفال و أطقم طبية منهم مسعفون، ولا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة حتى وقت صدور هذا البيان، مع تصاعد موجات القصف على المناطق المدنية.
إن هذه الغارات الجوية العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، حيث يتم قصف المنازل والمناطق السكنية بشكل متعمد، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن.
كما يعمد الجيش الإسرائيلي إلى إصدار أوامر إخلاء قسري للسكان في ظروف غير آمنة وغير إنسانية، دون توفير الممرات الآمنة أو ضمانات حماية لهم، مما يجعل السكان المدنيين أمام خيارين كلاهما مميت، إما التعرض للقصف أو مغادرة منازلهم في ظروف تهدد حياتهم.
إن هذه الإجراءات تساهم في زيادة معاناة السكان وتجبرهم على العيش في حالة من الخوف والهلع المستمرين.
إن استهداف المدنيين والمناطق السكنية، وتدمير البنى التحتية الحيوية كالمستشفيات والمدارس، يُعد جرائم حرب تستوجب محاسبة فورية من المجتمع الدولي الذي تخلى عن مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة والامتثال للقوانين والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق المدنيين في النزاعات المسلحة.
وفي هذا السياق، نطالب الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية بالتحقيق الفوري في هذه الجرائم وجمع الأدلة اللازمة لتقديم مرتكبي هذه الانتهاكات إلى العدالة الدولية.
ونعتبر أن إفلات القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من العقاب لا يؤدي سوى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وإطالة أمد النزاعات.
هذا ونعرب عن تضامننا الكامل مع الشعب اللبناني، وندعو إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، ووقف العدوان الذي يهدد حياة الآلاف من الأبرياء.
قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان
24/09/2024