عبرت منظمة إفدي الدولية عن قلقلها البالغ من ما خلفته المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة بعد أسبوعين من اقتحامه وأخذ المرضى والنازحين والأطقم الطبية كرهائن بداخله وما صاحب ذلك من جرائم مروعة في حقهم.
وبحسب الإفادات التي بلغتنا فإن أزيد من 500 مدني بينهم أطباء وأُطر طبية ومرضى تم تعذيبهم وقتلهم، ومنهم من كان مكبل اليدين، وترك جثتهم تتحلل داخل المجمع وفي محيطه.
كما عبث جيش الاحتلال بالتجهيزات الطبية اللازمة ودمر مرافقه وحرق مبانيه مما تسبب في إنهيار كلي للخدمات الطبية في المستشفى.
ولقد اعتبرت منظمة إفدي الدولية أن هذه الجريمة ترقى الى جريمة حرب بحسب ماهو منصوص عليه في المادة الثامنة من روما، وهي جريمة تأتي لتؤكد نية اسرائيل وإمعانها في ارتكاب جريمة الابادة الجماعية، وذلك من خلال تعطيل القطاع الصحي وإخراجه عن الخدمة كليا بغرض حرمان المصابين والمدنيين عموما من الخدمات الصحية الضرورية وإلحاق الضرر بهم، وهذا ما أشارت إليه المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، حيث نصت في المادة الثانية :
تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.
كما انتهك الجيش الاسرائيلي العديد من الاتفاقيات الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية والاعتداء على أطقمها، خاصة البروتوكول الإضافي الثاني من عام 1977 والذي يحظر القصف المتعمد للمنشآت الطبية ويكرس الحماية للمرافق والكوادر الطبية. وتدعوا منظمة إفدي الدولية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والتدخل العاجل والحازم لحماية المدنيين العزل من جرائم وفظاعات الجيش الاسرائيلي في القطاع.
وندعوا مجلس الأمن الى التحلي بالجرأة اللازمة لحماية قرارات الشرعية الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية والسهر على إنفاذها بالاستناد على الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة باعتبار اسرائيل جهة تهدد السلم والأمن الدوليين.
منظمة إفدي الدولية لحقوق الانسان
قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا
02 أبريل 2024