تدين منظمة إفدي الدولية وبأشد العبارات المجزرة الجديدة للاحتلال الاسرائيلي في مشروع بيت لاهيا شمال غزة والتي خلفت مقتل 73 مدنياً وعشرات الجرحى، وذلك نتيجة غارات طائرات إسرائيلية على مربع سكني يؤوي عددا كبير ا من السكان والنازحين في المنطقة.
وقبلها ارتكب جيش الاحتلال عشرات المجازر على جباليا ومناطق أخرى من القطاع، خلفت منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023 ، أزيد من 519 42 وإصابة أكثر من 637 99.
ونحن إذ نندد بهذه الجرائم المروعة التي ترتكبها اسرائيل في حق المدنيين العزل، نؤكد أنها ترقى إلى جريمة إبادة جماعية قائمة الأركان، وهي جريمة تجري على قدم وساق في غزة عموما وجباليا على وجه الخصوص على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في صمت كامل للمؤسسات الدولية الأممية والاقليمية والدول العظمى، وفي هذا نكران تام للقيم الكونية لحقوق الانسان وقواعد ومقتضيات القانون الدولي.
ونستغرب من أن تُمعن بعض الدول في تبرير جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهذا ما نعتبره بمثابة غطاء سياسي يخول لها إبادة أطفال ونساء غزة ونسف المستشفيات والمدارس ومراكز الأونروا، ومحاصرة من سلم من القصف وقتله جوعا وعطشاً، الشيء الذي يمكن أن يضع هذه المؤسسات والدول في مرتبة الشريك المباشر في هذه الجرائم والانتهاكات. فهل هذه هي القيم اللإنسانية الجديدة التي حلت محل القيم الإنسانية والأخلاقية المتعارف عليها كونيا؟ .
وبالنظر إلى الوضع الكارثي الذي يعشه سكان غزة وتعرفه المستشفيات والمراكز الطبية التي خرجت عن الخدمة كلياً، ندعوا مجلس الأمن إلى أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين والمنشآت المدنية في غزة من تغوّل الجيش الاسرائيلي، وندعوه إلى إنفاذ القانون واللجوء إلى تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
كما نجدد مطالبتنا لقضاة المحكمة الجنائية الدولية لتعجيل إصدار مذكرات التوقيف التي طلب المدعي العام لديها إصدارها في حق مجرمي الحرب.
قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان
19 أكتوبر 2024