منذ اليوم الأول من الحرب على قطاع غزة لم يسلم الأطفال من غارات جيش الاحتلال المتنوعة، إذ لازال القصف مستمرا على كل مراكز الإيواء والمستشفيات و المنازل، اضافة الى استهداف النازحين أثناء محاولة النزوح مع ذويهم إلى الأماكن الآمنة. سياسة الإبادة الجماعية هذه أدت الى عشرات الآلاف من الضحايا، حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 1200 طفل و عدد كبير من الجرحى و المفقودين إلى حد اليوم. ليصل بذلك معدل الأطفال القتلى إلى 100 يوميا.
في ظل استمرار هذه الجرائم، يتعرض الأطفال إلى أضرار جسيمة و كارثية نظرا للتدهور السريع و الخطير للظروف المعيشية و الصحية نتيجة سوء التغذية و فقدان الماء الصالح للشرب وكل مقومات الحد الادنى للحياة، وهو ما أدى إلى إصابة العديد من الأطفال بأمراض عدة كالإسهال وسوء التغذية. هذا إضافة إلى انعدام المستلزمات الطبية التي حالت دون تقديم العلاج الضروري في الوقت المناسب وهو ما تسبب في حدوث عدد كبير من لوفيات. هذه الوضعية زادت من تدهور الأحوال الإجتماعية و العقلية و النفسية لهؤلاء الأطفال حيث سيضطر عدد كبير منهم حمل هذه الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن هذه الهجمات مدى الحياة.
إننا في منظمة إفدي الدولية إذ نشدد على أن استهداف جيش الاحتلال للأطفال انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 و المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تنص على توفير حماية خاصة للأطفال في النزاعات المسلحة بوصفهم من المدنيين المتمتعين بالحماية الدولية، ندعوا المجتمع الدولي للتدخل الفوري من اجل حماية المدنيين عموما والأطفال على وجه الخصوص.
نُحمل الدول الداعمة للاحتلال الاسرائيلي في عدوانها على غزة المسؤولية الأخلاقية والقانونية فيما آل اليه الوضع الانساني في القطاع.
قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا
منظمة إفدي الدولية لحقوق الانسان
01/02/2024