إن استخدام سلاح الطيران لجيش النظام السوري والقوات الروسية على عدة مدن شمال سورية وأريافها هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني، وذلك لتعمد هذه القوات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية من مستشفيات ومدارس وتجمعات سكنية خاصة في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الشمالي والغربي. وتؤكد كل المصادر المعتمدة الإستخدام المكثف للصواريخ والبراميل المتفجرة، مما أودى بحياة عشرات المدنيين بينهم أطفال. وفي نفس السياق تم توثيق تدمّير غارات النظام السوري لعشرات المستشفيات والمراكز الطبية في الشمال السوري، وهو ما يضرب بعرض الحائط كل النداءات الدولية بوقف الاعتداءات المتكررة على المناطق السكنية.
وتسببت الغارات الجوية للتحالف الروسي والسوري أيضا في ارتفاع عدد النازحين نحو الحدود التركية هربا من الموت المحقق، حيث بلغت بحسب السيدة أورسولا مولر مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بالشؤون الإنسانية قرابة 270 ألفا مُشرد، مما يزيد في تأزيم الوضع الإنساني، خاصة وان غالبية فرق الإغاثة الإنسانية أوقفت عملها حفاظا على أمن وسلامة طواقمها.
وامام هذا المشهد المأساوي، تندد منظمة افدي الدولية باستهداف المدنيين العزل من قبل قوات الجيش السوري والروسي، وتحمل الدولتين مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تعيشها عدد من المدن السورية خاصة إدلب وحماة وحلب، وتدعوا الأمم المتحدة بكل مؤسساتها الى التدخل العاجل لوقف انتهاكات القانون الدولي، والتي ترقى الى جرائم حرب بمنطوق مواد اتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1947 وكذا البروتوكولات المكملة لها، ناهيك عن نظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية. كما تناشد منظمة افدي الدولية كل المؤسسات الانسانية والإغاثية الرسمية والغير الرسمية لتكثيف الجهود من اجل تقديم المساعدات الغذائية والطبية اللازمة، مع توفير السكن لأزيد من 270 ألفا نازح وبدون مأوى.
قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا
منظمة إفدي الدولية
30 ماي 2019