أثناء اقتحامه لموقع الإعتصام أمام مقر قيادته في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين 3 يونيو/حزيران 2019، استعمل الجيش السوداني القوة المفرطة مستخدما للرصاص الحي، مع تعمد استهداف المتظاهرين السلميين من طرف قناصة، ومهاجمة المستشفيات التي تأوي مئات الجرحى والمصابين مما يعتبر جريمة قد ترقى الى جريمة ضد الانسانية، وتطور خطير ينذر بالكارثة في السودان، ويذكرنا بمجازر الجيش المصري في 2013 ابان عملية فض ميدان رابعة وباقي ميادين الإعتصام الأخرى. ونحن اذ نحمل المجلس العسكري مسؤولية هذا الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية الداعية الى حماية حق التظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير، ندعوه الى وقف مسلسل العنف، والكف عن استعمال الرصاص الحي، والرجوع الى طاولة المفاوضات ونقل السلطة الى المدنيين، كما ندعوا كل مكونات المنتظم الدولي الى التدخل العاجل والجدي للضغط على قيادة المجلس العسكري لوقف جرائمه في حق المواطنين السودانيين.
كما تناشد منظمة افدي الدولية كل مكونات المجتمع المدني السوداني وخاصة المنظمات الحقوقية بأن تقوم بعمليات رصد توثيق كل الانتهاكات خاصة المتعلقة بالقتل خارج نطاق القضاء، كي تجد صدى لها في المؤسسات وآليات العدالة الدولية.
ونحن إذ نتابع بارتياب شديد عملية الفض، نُعبر عن أسفنا البالغ من انتهاج المُقاربة الأمنية من قبل السلطات السودانية، بدل إختيار طريق الحوار مع المحتجين السلميين، كما نندد في نفس الوقت باستعمال القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين وتعمد إصابتهم بإستعمال الرصاص الحي، وهو ما نُكيفه جريمة تستلزم فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين في اعطاء مثل هذه القرارات.
كما نعتبر إغلاق مكتب قناة الجزيرة وسحب التصاريح من صحفييها، محاولة للتستر على جريمة الفض، وهو مس خطير بحرية التعبير والصحافة، المكفولة في كل المواثيق والعهود الدولية، الضامنة لحرية التظاهر والتعبير والرأي.
قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا
منظمة إفدي الدولية
3 يونيو 2019