الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

السودان: إستهداف قوات الدعم السريع للمدنيين في ولاية الجزيرة يرقى إلى جريمة حرب

تدين منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان بأشد العبارات الهجوم العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على عدد من القرى في ولاية الجزيرة بالسودان، وخاصة في منطقة السريحة، حيث أوقع الهجوم ما يزيد عن 124 قتيلاً وأكثر من 350 جريح.
وتؤكد التقارير الحقوقية أن المصابين لم يتمكنوا من تلقي الرعاية الطبية اللازمة نظراً لاستمرار القصف واستهداف القناصة للقرية، مما يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وبحسب بيان صادر عن السيدة كليمنتين نكويتا سلامي بصفتها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان فإن مقاتلي قوات الدعم السريع أطلقوا النار على المدنيين دون تمييز، وارتكبوا أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهبوا الأسواق والمنازل على نطاق واسع وأحرقوا المزارع، وهو ما يُعتبر في نظرنا انتهاكاً للحق الأساسي في الحياة والسلامة الجسدية للمواطنين، كما نصت عليه المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تضمن حق كل فرد في الحياة وتحظر الاعتداءات التعسفية على أرواح المدنيين.
كما نعتبر أن القصف العشوائي الذي تلجأ إليه قوات حميدتي ومنع تقديم الإسعافات الطبية يعزز من شدة هذه الانتهاكات، ويشكل استخدام القوة المفرطة والاستهداف المباشر للمدنيين في هذا السياق اعتداءً غير مبرر يرقى إلى جرائم حرب وفق ماهو منصوص عليه في المادة السابعة من نظام روما المؤسس للجنائية الدولية.
ووفقاً لأحكام اتفاقيات جنيف لعام 1949، وخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت النزاعات المسلحة، فإن استهداف المدنيين بشكل مباشر يعد جريمة حرب واضحة.
فالمادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف تحظر بوضوح الهجمات المباشرة ضد المدنيين والمناطق السكنية كما يحظر استخدام القصف العشوائي الذي لا يميز بين الأهداف العسكرية والمدنية مما يعني أن الهجوم المستهدف لقرية السريحة يعد خرقاً لهذه الاتفاقيات الدولية.
وفي ظل هذه الانتهاكات والجرائم الخطيرة، تطالب منظمة إفدي الدولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل، وذلك من خلال:

  • إدانة هذا الهجوم بشكل رسمي والعمل على التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
  • تقديم الدعم الطبي والإغاثي العاجل للجرحى والمصابين في منطقة السريحة والقرى المجاورة المتضررة.
  • إحالة المتورطين في هذه الجرائم إلى الجنائية الدولية بحكم الاختصاص القائم لها بموجب الإحالة التي قام بها مجلس الأمن للحالة في السودان وذلك ضمانا لغدم إفلات الجناة من العقاب.
    قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا
    منظمه افدي الدوليه
    28 اكتوبر 2024
زر الذهاب إلى الأعلى