منظمة إفدي الدولية تدين بشدة المجزرة التي ارتكبتها القوات المسلحة ضد المتظاهرين السلميين هذا اليوم 14 من أغسطس 2013 في كل من ميداني رابعة العدوية والنهضة وكذا العديد من المحافظات المصرية الأخرى.
وحسب المصادر المعلنة، فقد وصل عدد الضحايا إلى أزيد من 500 حالة وفاة (حسب المصادر الرسمية) وأزيد من 2600 ضحية (حسب مصادر الائتلاف من اجل الشرعية) وأكثر من 5000 جريح.
معلوم أن المتظاهرين السلميين المنددين بالانقلاب العسكري كانوا يعتصمون في كل من ميداني رابعة العدوية والنهضة وكذا العديد من المدن الاخرى بشكل سلمي وفقا لمعلوماتنا المؤكدة من عين المكان. ويمكننا الحديث هنا بدون أدنا شك وبكل مسؤولية عن حالات قتل وإعدام جماعي ارتكبتها السلطات المصرية الحالية عبر استخدام غير مسبوق للسلاح والذخيرة الحية ضد متظاهرين سلميين عزل. كل الشهادات التي توصلنا بها من مختلف المنظمات غير الحكومية والصحفيين والشهود العيان تتحدث عن مظاهرات سلمية وعدم وجود أسلحة من أي نوع كان.
وعلى الرغم من سلمية الاعتصامات ومناشدات المجتمع الدولي من أجل العمل على خيار الحوار مع الاطراف السياسية المعارضة بدلا من استخدام القوة، فقد قررت السلطات المصرية على استخدام الأسلحة والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين في سابقة من نوعها. الواقع أن الشرطة أطلقت أعيرة نارية مباشرة محتمية بالمباني المحيطة بميادين الاعتصام ومستعملة طائرات الهليكوبتر. كما هو الحال في مجزرة 8 يوليوز 2013 أمام قصر الحرس الجمهوري، فقد تم استهداف الضحايا بطلقات مباشرة في الرأس والعنق والصدر بالذخيرة الحية، وهو ما يؤكد القول على أن القوات المسلحة كانت تنوي القتل العمد وليس العمل فقط على فض المتظاهرين من ميادين الاعتصام والاحتجاج.
الصور والفيديوهات التي توصلنا بها تدل على مدى العنف والتقتيل الذي تعرض له المتظاهرين هذا اليوم. من بين مشاهد العنف هذه نجد قتل رجل بعيار ناري في الرأس في حين أنه لم يكن يشكل تهديدا. يظهر لنا أيضا سقوط امرأة من تسديدة في الظهر بينما كانت تصور الحدث بكاميرا فيديو. تمكن لنا أن نرى أيضا متظاهرين يسحلون من قبل أشخاص آخرين بزي مدني تحت أعين الشرطة دون أن تتدخل لحمايتهم. الأهم من ذلك يمكننا أن نرى بشكل واضح قناصة يطلقون النار على المتظاهرين بشكل مباشر.
كما تشعر منظمة التحالف الدولية بالقلق الشديد من استهداف الصحافة والصحفيين عمدا من قبل الجيش والسلطات الأمنية. في هذا الصدد نستنكر إغلاق قناة تلفزيون القدس وكذا مكاتب قناة الجزيرة القطرية هذا اليوم. وفيما يتعلق بالصحفيين على أرض الواقع فقد أعلمنا بوفاة صحقي قناة سكاي نيوز مايك دين وكذا حبيبة احمد عبد العزيز مراسلة صحيفة جلف نيوزالبالغة من العمر 26 عاما والتي كانت تغطي الأحداث في ميدان رابيعة العدوية، اضافة الى اصابة مراسلين لقناة الجزيرة باعيرة نارية. من ناحية أخرى، قال مراسل نيوزويك مارك جيليو انه اعتقل وتعرض للضرب من قبل الشرطة ثم أطلق سراحه بعد بضع ساعات. كما اننا نستنكر اعتقال مراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي الذي لا يزال محتجزا من قبل الشرطة في مكان غير معلوم لحد اللآن.
ونظرا لهذه الأحداث المأساوية تدعو منظمة التحالف الدولية لحقوق الانسان كل المؤسسات الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإدانة الانقلاب العسكري وكذا مذبحة 14 من أغسطس 2013 واستدعاء الجيش لتسليم السلطة للشعب. كما تطلب المنظمة من المجتمع الدولي للضغط على السلطات المحلية المصرية لتعليق قرار حظر التجول وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وكذا التعامل مع المتظاهرين السلميين وفقا للمواثيق الدولية التي تضمن لهم حق التظاهر السلمي، وحق اختيارهم الديمقراطي لممثليهم السياسيين دون أي تدخل خارجي.
كما تدعو منظمة التحالف الدولية إلى إجراء تحقيق دولي لتحديد المسؤولين عن هذه المجزرة، مع التذكير على أن الوزراء الموجودين على رأس الحكومة الحالية التي أنشأها الجيش سيكونون اول من يجب مساءلتهم أمام العدالة.
منظمة افدي الدولية
قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا
بروكسيل، بلجيكا