في الرابع عشر من غشت 2013 قامت قوات الجيش والشرطة المصرية بفض اعتصامي رابعة والنهضة بالقاهرة، مستخدمة القوة المفرطة، ومتعمدة قتل المعتصمين، الشيء الذي أدى الى مقتل أزيد من ألف مواطن مصري، حيث ثم قتلهم بدم بارد مع إصابة الآلاف بجروح متفاوتة الخطورة و اختفاء المئات في غياب تام لأي محاسبة قانونية من طرف هيئة قضائية مستقلة، الشيء الذي دفعنا الى وصف هذا الفض بأكبر مذبحة دموية في التاريخ الحديث، والتي كانت على المباشر صوتا وصورةً، وتجاوزت في دمويتها ما وقع في ساحة تيانانمين الصينية، حيث تم إطلاق الذخيرة الحية على المعتصمين، و كان القناصة يركزون على الرأس والعنق والصدر، وعمليات القتل هي بإجماع الحقوقيين جريمة قتل خارج نطاق القانون، وهي انتهاك جسيم للقانون الدولي والذي يعتبرها جريمة ضد الإنسانية حسب الفقرة الأولي من المادة السابعة لاتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية.
ورغم مرور خمس سنوات على هذه المذبحة لم تقم الحكومة المصریة بفتح تحقیق جدي في كافة وقائع القتل، بل قامت وفي خطوة غريبة، باستصدار قوانين تحصن كبار المسؤولين العسكريين من أي متابعة قضائية محتملة، وهو ما نعتبره تهربا من المسؤولية ومحاولة للإفلات من العقاب، وهذا ما يدفعنا بأن نتوجه مجددا وكمنظمة حقوقیة بنداء عاجل الى المفوضة السامية لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لإقرار لجنة دولیة للتحقیق في أحداث الفض اللإنساني في رابعة العدویة، وغیره من وقائع القتل الجماعي للمتظاھرین في مجازر أخرى حدثت طوال مدة الاعتصام من یولیو إلى أغسطس 2013 كمذبحة الحرس الجمھوري ومذبحة المنصة، كما نناشد اللجنة الأفریقیة لحقوق الإنسان الى فتح تحقیق مماثل في ھذه الجرائم والتي لم تتوقف الى یومنا ھذا.
هذا ونود أن نضُمَّ صوتنا الى صوت المنظمات الحقوقية الأخرى التي تحمل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن هذه الجريمة، لكل من وزير الدفاع آنذاك المشير عبد الفتاح السيسي، وكذا وزير الداخلية محمد إبراهيم، وقائد القوات الخاصة مدحت الشناوي، ورئيس جهاز المخابرات العامة محمد فريد التهامي و مساعديهم.
وبناء على ما تقدم نؤكد في منظمة افدي الدولية وفي الذكرى الخامسة لهذه المدبحة على:
1. أن جريمة فض إعتصامي رابعة والنهضة لن تسقط بالتقادم، على إعتبار أنها جريمة ضد الإنسانية وأن المسؤولين عنها لن يفلتوا من العقاب،
2. مطالبتنا السلطات المصرية بإنصاف ذوي الضحايا، وإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية أحداث الفض.
قسم الشرق الأوسط و شمال إفريقيا
منظمة افدي الدولية لحقوق الإنسان
13 غشت 2018