الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

فلسطين المحتتلة: المشاهد المسربة من سجن مجدو تكشف كم الـتعذيب والإذلال للأسرى الفلسطينيين

تدين منظمة إفدي الدولية مشاهد الإذلال والمعاملة الحاطة من الكرامة الآدمية التي تسربت من الجناح الأمني في سجن مجدو والتي تكشف أسلوب التنكيل التي تنتهجها السلطات الاسرائيلية في حق الأسرى الفلسطينيين ، حيث تستعمل الكلاب لإذلالهم، وتظهر المشاهد الأسرى فلسطينيين وقد أجبرهم السجانون الإسرائيليون على افتراش الأرض مكبلي الأيدي خلف ظهورهم، بينما يمر أحد السجانين مع كلب فوق رؤوسهم.
ونحن إذ نستهجن مثل هذه السلوكات الغير إنسانية والتي تُعتبر شكلا من أشكال التعذيب البدني والنفسي التي تتناقض بشكل صارخ مع كل القيم الإنسانية الأساسية، ندعوا السيد المدعي العام للجنائية الدولية إلى توثيق هذه الجريمة وفتح تحقيق عاجل في ملابساتها.

ويعتبر تعذيب الأسرى في السجون الاسرائيلية من أخطر الانتهاكات التي تهدد حياتهم وهو يعد جريمة ضد الإنسانية تستدعي من المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عاجلة للتصدي لها وحماية حقوق الأسرى والمحتجزين.
فاتفاقيات جنيف، وخاصة الاتفاقية الثالثة المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، تؤكد على ضرورة معاملة الأسرى بإنسانية واحترام، حيث تنص على أنه يُحظر تمامًا أي شكل من أشكال التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية. كما تضمن الاتفاقية حقوق الأسرى في الحصول على الرعاية الصحية، والغذاء الكافي، وظروف السكن الملائمة.
علاوة على ذلك، تنص مبادئ الأمم المتحدة الدنيا لحقوق السجناء، والمعروفة بمبادئ “مانديلا”، على ضرورة احترام كرامة السجناء، وتوفير ظروف احتجاز إنسانية. وتشمل هذه المبادئ عدم استخدام التعذيب أو المعاملة القاسية، وضمان حق السجناء في التواصل مع العالم الخارجي، والحصول على الرعاية الطبية اللازمة، وهو ما ينتفي تمام في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

إن الانتهاكات المستمرة لهذه المبادئ والاتفاقيات في سجون اسرائيل تُظهر الحاجة الملحة لتعزيز الآليات الدولية لمراقبة مثل هذه المرافق، وتقديم الدعم للأسرى ضحايا هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما يجب على الحكومات والهيئات الدولية العمل معًا لضمان عدم إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي جريمة التعذيب من العقاب، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى السلطات الإسرائيلية.

وندعوا إلى أن تصبح حماية حقوق الأسرى والمحتجزين في سجون الاحتلال الاسرائيلي أولوية لا يمكن تجاهلها، وأن يُبذل كل جهد ممكن لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الخطيرة في المستقبل.

قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان
07/09/2024

زر الذهاب إلى الأعلى