مرةً أخرى شهدت مدينة خان يونس في قطاع غزة مجزرة جديدة في منطقة المواصي، حيث تم استهداف المدنيين العزّل بشكل وحشي وغير مبرر. ووفقاً للمعلومات الميدانية والشهادات التي وردت إلينا، فان جيش الاحتلال قصف خيما تأوي المدنيين النازحين بصواريخ أمريكية متطورة وشديدة الانفجار ذهب ضحيته أزيد من 40 قتيلا منهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 60 اخرين بجروح بالغة الخطورة،
إننا في منظمة إفدي الدولية ندين بأشد العبارات هذه المجزرة الوحشية التي تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والتي تهدف إلى إبادته والقضاء عليه كلياً.
ونعتبر هذا الهجوم انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف التي تلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية وضمان عدم استهدافهم أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
كما أن هذه المجزرة تؤكد النية المُبيتة للحكومة الاسرائيلية في ارتكاب جريمة الابادة الجماعية كما هي موصوفة في المادة الثانية من اتفاقية منع الابادة الجماعية والمعاقبة عليها، وكذا المادة السادسة
من نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.
ونحن إذ نُحَمل المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة المسؤولية في ما آل إليه الوضع الإنساني في غزة، ندعوه إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة.
ونؤكد في هذا السياق أن العدالة هي الركيزة الأساسية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، ولن يتحقق الأمن والاستقرار إلا عبر وقف العدوان الاسرائيلي وتقديم مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب للمساءلة، وهو القرار الذي طال انتظاره من قضاة الغرفة التمهيدية الأولى للجنائية الدولية، لأن تأخر المصادقة على مذكرات التوقيف في حق المسؤولين الاسرائيليين قد يُفهم منه أنه بمثابة تشجيع على إفلات الجناة من العقاب.
قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان
10/09/2024