الأمريكيتان

الولايات المتحدة الامريكية: العنصرية وباء ثقافي يجب محاربته

 

إن مقتل جورج فلويد، 46 عاماً، على يد ديريك شوفين، وهو ضابط شرطة في مينيابوليس، أثار غضب الضمير العالمي، وتعاطف دولي من أجل العدالة واتخاذ إجراءات جادة ضد جميع أشكال التمييز العنصري، ولا سيما وحشية الشرطة ضد اصحاب البشرة السمراء.
هذا ويتعرض الأميركيون من أصول افريقية والذين يشكلون 13% فقط من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية لمعاملة غير انسانية من رجال امن مختلف الولايات، ولعدد من عمليات القتل المدانة والغير مبررة أسبابه.
إن المظاهرات  والاحتجاجات الضخمة التي أثارتها هذه الحوادث المروعة، لا تتعلق بواقعة منعزلة، وإنما الأمر مرتبط بثقافة مؤسسية وهيكلية، وعنصرية عميقة ظلت تعيش في إدارات الشرطة منذ سنوات عديدة. إنه احتجاج على مؤسسة لا تعامل المواطنين بنفس الطريقة، وتستمر في استهداف الأميركيين السود دون سند قانوني.
ولهذا فإنه ليس من قبيل المصادفة أن معظم السجناء في الولايات المتحدة  هم من السود، وليس صدفة كون غالبية القتلى بسبب عنف رجال الشرطة هم من الأقلية العرقية ومعظمهم من الأمريكيين الأفارقة.
عائلات أمثال اريك غارنر، فيلاندو كاستيل، ألتون ستيرلنغ، ديلان سمول، تيرينس كروتشر، بريونا تايلور، الذين كانوا جميعا من السود، لا تزال في حزن وحداد على أحبائهم الذين قتلوا على أيدي أولئك الذين كان من المفترض فيهم  أن يوفروا لهم الأمن والحماية والسلام.
وتعبر منظمة إفدي الدولي إلى جانب عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان اخرى عن انزعاجها البالغ إزاء  تشجيع العنصرية والأفراد فيها من طرف رجال الشرطة وبعض السياسيين من أجل البلوغ إلى أعلى مراتب السلطة.
وتدين منظمة افدي الدولية لجوء الشرطة الأمريكية الى العنف المفرط أثناء تعاملها مع الغضب والإحباط المشروعين للسكان والذي لا يزيد الوضع إلا تأزما.
كما ترفض تورط الجيش الوطني في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، وتعتبرها  خطوة خطيرة وغير مسبوقة في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الامريكية.
كما تدين وبأشد العبارات وحشية الشرطة أثناء تعاملها مع الصحفيين الذين يقومون بواجبهم لتغطية الأحداث والإبلاغ عنها، كما تؤكد وقوفها إلى جانب جميع الصحفيين في تعبريهم عن حقهم الديمقراطي في ممارسة مهام الصحافة والإعلام، وحقهم في حرية التعبير،  ورفض كل ما يمكن أن يتعرضوا بسبب عملهم لأي تهديد أو تخويف.
وتدعوا منظمة افدي الدولية الى تقديم مرتكبي جريمة القتل إلى العدالة، حتى لا يفلتوا من العقاب، مع جبر الضرر الذي لحق أسرة الضحية عبر تعويض مادي ومعنوي.
وتؤكد إفدي الدولية على حق المتظاهرين في التعبير عن رفضهم لكل تمييز عنصري بكل أشكال التعبير السلمي مع احترام الممتلكات العامة والخاصة وعدم الانجرار نحو العنف، وتجنب كل أشكال التخريب أو النهب.
وأخيرا، تدعو منظمة افدي الدولية جميع المؤسسات والهيئات الحكومية إلى التعجيل بتنظيم دورات تحسيسية وتدريبية  لموظفيها بهدف  التربية على قبول التنوع والتعددية الثقافية، مع  اتخاذ تدابير أشد لمكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز.
منظمة إفدي الدولية
قسم الأمريكيتين
02 يونيو 2020
زر الذهاب إلى الأعلى